بعيد، قريب جداً

على بعد ١٤ كم من شواطئ مدينة طريفة،  يبدأ عالم كامل يمتد على طول ساحل البحر المتوسط نحو الغرب، ويغوص في رمال الصحراء الكبرى من ناحيته الجنوبي، ويصل إلى حدود الشرق الأوسط في العراق.و

جنوب أوروبا، وحوض البحر الأبيض المتوسط بأكمله، نحو الغرب… هنا تمتد منطقة بأسرها، متنوعة لغويًا وثقافيًا، ومع ذلك تتقاسم لغةً واحدة: العربية. منطقة غالبًا ما يُساء فهمها، حيث تُنقل لنا وسائل الإعلام صورةً جزئية ومنحازة عنها كمنطقة تعيش في صراع دائم، غامضة ومبهمة. نظرتنا، الموجهة غالبًا نحو الشمال، تغفل عمّا هو قريب ومشترك مع هذه الحدود: التاريخ، والثقافة، بل وحتى العادات والتقاليد. فالبحر الذي يفصلنا، كان ولا يزال أيضًا البحر الذي يربطنا.و

في هذا المعرض، يقدم طلاب درجة الدراسات العربية والإسلامية خمس أصوات من خمسة بلدان من هذا العالم، العالم العربي، الواسع والغني، يدافعون عن السلام، ويدافعون أيضًا عن المساواة. فهم ضحايا لتقلبات التاريخ الداخلية، ولكن أيضًا لتدخلات أجنبية. عدنية شبلي (فلسطين)، جان دوست (سوريا)، توكل كرمان (اليمن)، عبد العزيز بركة ساكن (السودان) وعالية ممدوح (العراق)، يعبرون في أعمالهم وخطاباتهم عن الواقع الصعب لبلدانهم، عن الألم لفقدان الأحبة، وعن الحيرة الناتجة عن تطبيع الوحشية. فالأدب هنا يصبح وسيلة للمطالبة بالعدالة، ولتطهير الصدمة الجماعية للحرب، وهنا، لنجسد ألم العنف العبثي ونعيد للآخر إنسانيته.و

هذا المعرض هو نتيجة مشروع الابتكار التعليمي بجامعة سلامنكا “التعليم من أجل الاستدامة: إدماج أهداف التنمية المستدامة في صفوف اللغة والأدب” \[ID2023/062]، تحت إشراف الأستاذة كارمن فانيسا ألفاريث روزا. وبفضله، أمكن إدراج الأدب واللغة العربية في الفصول الدراسية لتحقيق هدفي التنمية المستدامة رقم 16: السلام والعدالة والمؤسسات القوية، ورقم 5: المساواة بين الجنسين.و